افتتاح "منتدى المستقبل" بمقر الإيسيسكو بالرباط
افتتحت جلسات "منتدى المستقبل " الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) صباح الاثنين 17 فبراير 2020، في مقر المنظمة بالرباط، بتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، ويشارك فيه أكثر من 30 شخصية من أبرز خبراء الاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
وتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية كل من: الدكتور سالم بن محمـد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والسيد ستيفن كروجر، ممثل منظمة كونراد أديناور، والدكتور حاتم بن سالم، وزير التربية القائم بأعمال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية التونسية، والسيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية.
وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في كلمته الافتتاحية أن المنظمة أخذت على عاتقها في رؤيتها الجديدة أن تكون صناعة المستقبل من ركائزها الرئيسية، فقامت بإنشاء مركز الاستشراف الاستراتيجي من أجل تطوير آليات عملها وإحكام خططها التنفيذية، وتقديم الخبرة والدعم اللازمين لجهات الاختصاص في العالم الإسلامي، والارتقاء بمستوى أدائها لمواكبة التحديات المستقبلية.
وأضاف الدكتور مالك أن المنظمة تتبنى تأصيل فكر الاستشراف الاستراتيجي بين فئات الشباب، من خلال عقد حلقات تدريبية أو تقديم منح دراسية وتدريبية مع مراكز الاستشراف العالمية.
وكشف مدير الايسيسكو أن المنظمة بدأت في الإعداد لمؤتمر مهم سيُعقد في شهر يونيو المقبل وسيكون مخصصا لموضوع "مهن الغد"، مشيرا إلى أن استشراف المستقبل مجال جديد نريد أن نسبر أغواره في إطار رؤيتنا الجديدة، وصناعة تفكير استراتيجي نسعى إلى أن نستفيد من نتائجها، إسهاما في تحقيق مستقبل مشرق للعالم الإسلامي.
وحذر من أننا "إن لم نستشرف المستقبل فسنحشر أنفسنا في زوايا الماضي، ونقضى على آمالنا في اللحاق بركب الدول المتقدمة، التي بنت تقدمها على نتائج الدراسات الاستشرافية للتطورات العالمية الحالية والمستقبلية" في مجالات التنمية، ووضعت استراتيجياتها وفق فكر الاستشراف، بعيدا عن التكهنات الاعتباطية التي لا تخضع لأسس علمية رصينة.
وضرب الدكتور المالك أمثلة حول أبرز نتائج هذه المقاربة الاستشرافية على المستوى العالمي، ومنها المقترحات العلمية لمعالجة تحدي مخاطر التغيرات المناخية والحد من الاحتباس الحراري، وما يتطلبه ذلك من خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45% بحلول عام 2030، لتصل إلى الصفر في عام 2050، والتحكم في مستوى سطح البحر. كما أن المقاربة الاستشرافية بشأن تحدي الانتقال الرقمي والتكنولوجيا الذكية في مجال الاقتصاد والأعمال تحضيرا للثورة الصناعية الرابعة تؤكد أن 64% من الشركات العالمية تدرك أن موظفيها يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتحول الرقمي، لكن حتى الآن 16% فقط من هذه المؤسسات لديها خطط عمل في هذا الصدد.
وتميزت الجلسة الإفتتاحية للمنتدى بالحضو الغفير للخبراء، والدبلوماسيون، ورجال الإعلام، والطلبة، وتستمر أعمال المنتدى على مدى يومين، ويعقب الجلسة الافتتاحية، الجلسة الأولى بعنوان "الاستشراف في أفق 2040″، فيما تدور الجلسة الثانية حول “محو الأمية في المستقبل”، وتناقش الجلسة الثالثة “وضع الذكاء الاصطناعي في منظوره الصحيح”، وتتناول الجلسة الرابعة “مستقبل العلوم”.
وفي اليوم الثاني للمنتدى سيتم تنظيم 6 ورشات عمل استراتيجية في أفق 2040، تتناول الورشة الأولى “التربية: التوجهات الكبرى”، والثانية: “الثقافة: ضرورة الحوار بين الثقافات”، والثالثة: “العلوم: تحديات المستقبل”، والرابعة: “الذكاء الاصطناعي: نحو تكنولوجيا أخلاقية في خدمة المجتمع”، والخامسة: “العلوم الإنسانية والاجتماعية: التطور والاستشراف”، والسادسة: مختبر محو الأمية في المستقبل”.